لست بحاجة إلى أفكار جديدة أو حيل مبتكرة حتى تقوم بعملية نصب وتجمع الملايين بل المليارات من الجنيهات من المواطنين» هذا هو التفكير المعتاد للمحتالين في مصر، فكل ما يحتاجه المحتال هو إعادة الأفكار القديمة التي آتت أكلها ونجحت في كل مرة على الرغم من اختلاف الزمن والأشخاص، إلا أن حيلة "المستريح" لم تخب أبدا.

استخدم مستريحو أسوان هذه الحيلة القديمة، مستغلين الغريزة البشرية في تحقيق المكسب السريع واستثمار الأموال دون جهد أو تكلفة، ونجحوا بالفعل في استقطاب المزيد من الأهالي والمزيد من الأموال حتى سقطوا واحدا تلو الآخر.. فما هي الحكاية؟

سر لقب "المستريح"

"اربح وانت مستريح".. كانت هذه مقولة أول مستريح في مصر والذي ظهر قبل سنوات في الصعيد باسم أحمد مصطفى وشهرته "أحمد المستريح"، وهو رجل أعمال اتهمه مواطنون بالنصب والاستيلاء منهم على أكثر من 30 مليون جنيه، حيث تم القبض عليه وقضى في السجن 15 عاما، بعدها تم إطلاق اسم المستريح على أمثاله من المحتالين الذين حذوا حذوه وآخرهم “مستريحو أسوان”.

مستريحو أسوان

على مدار 3 أيام، انقلبت أسوان رأسا على عقب بعد اكتشاف أكبر عملية نصب في الصعيد، بطلها 4 مستريحين أبرزهم مصطفى البنك، الذي قُبض عليه في منطقة جبلية بمحافظة أسوان، بعد أن استولى بالنصب والاحتيال على 500 مليون جنيه من المواطنين بدعوى تشغيلها، بعدها سقط البقية تواليا.

آخر المستريحين الأربعة كان على عبد الطاهر الحصاوي الشهير بـ"الحصاوي"، الذي ألقى الأمن القبض عليه أمس، السبت، في الجيزة بعد هروبه من قرية الشرفا بمدينة إدفو في أسوان واستيلائه على أموال الأهالي بزعم توظيفها في تجارة السيارات، وكان بحوزته 16 سبيكة ذهبية وزنت 10.500 كيلوجرام، ومبلغ مالي.

طريقة المستريح في النصب

وفقا لشهود العيان والمتضررين من الأهالي والمجني عليهم، كانت حيلة مستريح أسوان “مصطفى البنك” في النصب هي الاستثمار من خلال المواشي التي يمتلكها الأهالي في أسوان وليس الأموال، وذلك عن طريق شرائها منهم لكن لا يعطيهم المقابل المادي في حينها، بل يطالبهم بترك المبلغ لمدة 21 يوما لتشغيلها ثم الحصول على ثمن المواشي والأرباح مضاعفة.

بعد قيام مستريح أسوان بتسليم الأهالي أول دفعة بعد 21 يوما، ذاعت شهرته بين الأهالي وتهافت عليه العشرات لإعطائه المواشي والأموال من أجل تشغيلها، خاصة مع قيامه بدفع الضعف بعد 21 يوما، ولكن الدفعة الثانية تأخرت على الأهالي مما أدى إلى تجمع الأهالي عند بيته ومن ثم تقديم بلاغات إلى أجهزة الأمن بالنصب والاحتيال على الأهالي.

العقوبة المنتظرة للمستريحين

تندرج جريمة المستريح تحت بند جرائم النصب التي حددت عقوبتها المادة 336 من قانون العقوبات كالآتي: يُعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أي متاع منقول، وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمي أو تسديد المبلغ الذي أخذ بطريق الاحتيال، أو إيهامهم بوجود سند دين غير صحيح أو سند مخالصة مزور، وإما بالتصرف في مال ثابت أو منقول ليس ملكًا له، وليس له حق التصرف فيه، وإما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة.

أما من شرع في النصب ولم يتممه فيُعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة، ويجوز جعل الجاني في حالة العودة تحت ملاحظة الشرطة مدة سنة على الأقل وسنتين على الأكثر، وعلى ذلك فالواضح أن الوقائع المعروضة تتعلق بإيهام الناس بالحصول على ربح وهمي، وهو ما يشكل جريمة النصب التي قد تصل عقوبتها إلى الحبس لمدة ثلاث سنوات.

واخيرهم مستريح الكرنك باسوان  الهارب الشهير بالزعامه 

ظهر في فيديو يهدد ويتوعد بألفاظ بكل من تحدث عنه بسوء متوعدا الجديع وقائلا محدش ليه عندي حاجه 







"مصطفى البنك" المستريح الأشهر فى أسوان الذى استولى بمفرده على نحو ربع مليار جنيه، بعدما أوهم المواطنين بقدرته على توظيف الأموال فى مجال تجارة المواشى، إلا أنه جمع الأموال وهرب بها. ولم يكد ينسى الأهالى بأسوان قصة "مصطفى البنك" حتى ظهر مستريحين آخرين جمعا ملايين الجنيهات من المواطنين وحاولوا الهرب، إلا أن الشرطة ضبطتهما، بعد نصبهما على عدد كبير من الأهالي. "حصاوي" أخر فصول المستريحين فى مدينة أسوان، والذى جمع ملايين الجنيهات من الأهالى، ووعدهم بفوائد ضخمة تصل لـ 50% فى بعض الأحيان، فيما يعرف باسم "الوعدة" ونجح فى الاستيلاء على الأموال والهروب بها للجيزة حيث حولها لسبائك ذهبية. ورصدت الأجهزة الأمنية تردد عدد من المواطنين أمام "معرض سيارات ملك أحد الأشخاص - مقيم بمركز شرطة إدفو بأسوان"، للمطالبة باسترداد أموالهم، لقيامه بالنصب والاحتيال عليهم والاستيلاء على أموالهم بزعم توظيفها فى تجارة السيارات بأسلوب "الوعدة"، وكذا تحصله على سياراتهم لتشغيلها، وعدم قيامه بالسداد فى الموعد المحدد؛ كما تردد عدد من المواطنين أمام معرض سيارات آخر كائن بمركز شرطة كوم أمبو ملك ذات الشخص لنفس السبب وتم صرفهم. وأسفرت جهود البحث عن ضبط المتهم بمكان اختبائه بدائرة قسم شرطة العمرانية بالجيزة وبحوزته "16 سبيكة ذهبية وزنت 10,500 كيلوجرام – مبلغ مالى"، كما تم ضبط والده وعدد من معاونيه فتم اتخاذ الإجراءات القانونية. وقال قانونيون إن المادة 21 من القانون رقم 146 لسنة 1988، نصت على " كل من تلقى أموالا على خلاف أحكام هذا القانون، أو امتنع عن رد المبالغ المستحقة لأصحابها كلها أو بعضا، يعاقب بالسجن وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه، ولا تزيد على مثل ما تلقاه من أموال أو ما هو مستحق منها، ويحكم على الجانى برد الأموال المستحقة إلى أصحابها، وأن القانون رقم 146 لسنة 1988 حظر فى فقرته الأولى من المادة الأولى على أى شخص غير الشركات المساهمة المقيدة فى هيئة الاستثمار، أن تتلقى أموالا من الجمهور بأية عملة أو وسيلة وتحت أى مسمى لتوظيفها أو استثمارها، ولا يجوز دعوة الجمهور للإيداع بأى وسيلة سواء علنية أو مستترة، وتنقضى الدعوى الجنائية، إذا بادر المتهم برد المبالغ المستحقة لأصحابها، أثناء التحقيق، أو أثناء المحاكمة، وللمحكمة إعفاء الجانى من العقوبة إذا حصل الرد قبل صدور حكم نهائى فى الدعوي.